ملف: المرأة في أسر العبودية المعاصرة
ضيفات شرف
- التفاصيل
- كتب بواسطة: هلا مراد
حزني على امرأةٍ وجودُها في بيتها كضيف الشرف، عليها واجبُ خدمةِ الزوج والأولاد ولا حقَ لها في استضافة والدها العاجز لأيامٍ قليلة تتقاسمُ خدمته مع أشقائها، الحجة أنها امرأة وأن أشقاءها الذكور أولى بخدمته، هل يفرّق الوالدُ في محبتها عنهم حين تغرد له أول تغريداتها؟ هل يميزها في مشاعر الخوف وهي في عز المرض؟ وهل حرمانُها من رعاية والدها العاجز هو تكريمُ من زوجها لها؟ لوالدها؟ أم تدعيمٌ لفكرة مجتمع ذكوري لا يستحق سوى الوأد!...
هل لهكذا امرأة أُطلق يومٌ سموه يومَ المرأة؟
لأول مرة أقول إن المراة الحاضرة باستقلاليتها المالية تحررتْ فعلا من هكذا ذكور لتكونَ كل أيامُ العام ملكها، ودام عزكم يا عجائزنا ولا أذلكم الله.
في العالم العربي هناك: أنتَ وهو وهم، وهناك: أنتِ وهي وهن، وهناك نحن، لمَ تتخبط الحياة بنا؟ طبعا بسبب عدم اعتراف الحق لكل صاحب حق؟
اليوم يوم المرأة العالمي أو العربي؟ لا أعرف...
لكن أعرف أنه برغم وصول المرأة فعلا للكثير من حقوقها ورغم تخطيها الرجل باقتناص الفرص منه لكن هناك صبايا كثر في عدة مدن عربية ما زال الأخ يحرمهن من حق التعبير ومن حق الإرث.
مازال الزوج يحرمها من حق حضانة الأهل العاجزينبحجة شقيقها أولى برعايته العاجز رغم أنها سترث بعد وفاته وسيتابع هذا الزوج عملية الإرث المنتظر.
مازال الأب يحرمها من حق التعليم واختيار الزوج.
وما زال الابن يتولى ربما ولاية أمرها ويحرمها من حق الطلاق من أبيه.
ومازال ومازال...
في العالم العربي رجالٌ كثر ما أخذوا حقوقهم ولا نالوا بعضها، لكن هناك نساءٌ كثر اضطررن لأخذ دور الرجولة لحماية أنفسهن من سلطة الرجل الظالم..
يا رجال العالم رفقا بكم وبها وبهن ولكم أقول المرأة حاضرة ٣٦٦ يوما مع الأيام الكبيسة ههههه، وهذا مقالٌ أشاكس فيه الرجال لأشير إلى أنني غير مقتنعة أبدا بفكرة وجود يوم عالمي للمرأة لأنه تأكيد على أنها مهمشة باقي أيام العام والمرأة - أكرر - حاضرة وحاضرة دوما.
هو مؤذي أن تكون المرأة مجرد ضيفة شرف في بيتها حقوقها غير واجبة مع وجوب فرائضُها، مؤذي أن يكون في القرن الحادي والعشرين رجل يُصدر قرارا ولا يناقشه معها قبل أن يصدره كفرمان لا تراجع عنه.
المراة الأم تحاور ابنها وتناقشه وتنسق معه هل يعقل لها أن تصبح أسيرة أحكامه حين تعجز؟ في هذا اليوم أقول لكل الرجال والنساء فكروا بعجائزنا فإنهم نسجوا لنا حرير الحب ولا بد أن نكافئهم بمثل ما نسجوا.
هلا مراد
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.