المثقف - قراءات نقدية
رمزية الكلمة في نصوص الشاعر المغربي كمال امل
- التفاصيل
- كتب بواسطة: د. علي حسون لعيبي
الشعرمساحات عائمة ومتفرده في دنيا الادب، أنه ياجول فينا بسحرمثير وغريب، يجعلنا نشعر بعمق الاجواء التي يحملها النص بوجدانيه عاليه وبأحساس يتخلله فرح وحزن وصمت وذهول وتعجب وترقب ..
ويحضرني مقطع شعري وصفي للشاعره السوريه مديحة المرهش حين تقول .. أعذب الشعر أكذبه .. والكذب هنا في المبالغة في الصوره والجملة وحسن استخدام الكلمة في محلها ومعناها الصحيح طبعا مع صدق المشاعر .. لأنه لايولد ألا من رحم ولود ومثابروجديروصادق.
الشاعر كمال امل من شعراء المغرب له بصمته في الساحة الشعريه المعاصره فهو يكتب بروحية الفيلسوف الشاعر، وفي قراءة لبعض نصوصه نرى ذلك بوضوح وبحالات متداخله عميقه فهو يعي الحقيقة من جدوى الكتابه الشعرية وما مايقول ويؤمن ..
قصائد
كحقائب السفر
تكتظ بالأرصفة و الدمع
و مراثي الوداع
و القطارات
ترحل و لا تعود ..
قصائد
تشبه ضجة حزينة
تمشي تتوكأ عكازة الكابة
مصحوبة بالعبار و الذخان و الرماد
و وقع خطى عميان
يسيرون في موكبها ..
لغة شعريه مصحوبة بتأمل فكري ناضج لمعنى القصيده وابعداها الفلسفية، هو يرسم لنا ضجة النص وحيويته وتأثيره في واقع نتأمل منه أن يكون جميلا ومثيرا ...
الشاعر كمال يسحبنا بقوه للبحث عن رمزية مكونات الحياة ومببرات وجودها الحتمي، فهو يخلق من الاشياء الجامده الصلبة اشكال تتحرك امامنا بتناغم عجيب ...
خطوة واحدة فقط
و لتتجرأ القدم الرعشانة بخلخال الشغف
مدي يدك الصهدانة بجمر الشبق
يدك التي تشهق بالوجع الأحمر
المنقوشة بالتنهيد الأزرق
فكي ازار الظل سريعا
و دعيني أغتسل بماء شمسك
أو
أغطس في بحيرة النجوم
و أتوحد بثريات فردوسك
ارقصي في المرايا
ركبك مشتعلة بصهد الحواس
علاقة تكاملية بين الروح ورغباتها وأمنياتها وتعاطيها مع واقع لايقبل المداخله...
أقدامنا العارية فوق السرير
يلحسها رمل مالح
الرمل الزاحف في دوالي السيقان
الى حلق الكلام
الكلام الذي لم يعد له طعم المدام
عبثا تبحث في جوف زجاج الجسد
عن بعض ثمل
من غرام
كمال الانسان الشاعر يقتنص الكلمة كصيادا ماهر في غابة اللغة المليئة بملاين المفردات ويعلن الحب من خلالها للمرأة الام والحبيبة فالمرأة عنده فيض جمالي خارق لذيذ....
مأسورا ببهاء فضة الملاك في وجهك السماوي
مضمخا بشذى الرحيق المسك .
وردة النار
وردة الرياح
وردة الماء
وردة جبل الالهة .
سأسميك المرأة الكونية
جمرة اللهب السرمدي
في موقد العاطفة
الأم .
الشاعر كمال امل يفهم المعنى الوجداني للحب...فيراه كزرقة السماء وانعكاساتها الضوئية على محيطيه الاطلسي وموجه المندفع نحو عنان السماء ...
أن نكون بلا أقنعة
و أن يتطابق ماؤك
مع طين جسدي
أن يكون لدينا سرير
قيد الحياة
و أن نظل طول الحب
ألبسك
و تلبسينني
أن يكون لي في الضلوع
ساحل دافىء
تنكسر فيه موجتك
الزرقاء
المراهقة
و أن تكون رخامة سرتك
مدماك
لانكسار
فستق دمي
و أن نكون
متطابقين ..
تطابق
جوربين أبيضين
مع أقدام ملاك
لم تطأ قدماه
أرض
خطيئة .
..
أن نكون
الحب الجدير بالحب
هذا هو الكمال الامل كما ااسميه ينبوع متدفق ومتوهج من الانسانيه والثقه بالاخرين يحبه الجميع ويحبهم بلا ظنون او نوايا مسبقه...
في كل الحروب
هناك دوما شخص يقتل اخر بلا كرسي واضح .. "
كمال .. أعزل وبلا ظنون
رمزية الحاله وتناسبها مع موسيقى النص تجعلنا ف متعة دائمه لنصوص الشاعر الاطلسي العربي المغربي كمال امل
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.